=== الدين المسيحي الموجود اليوم رمز للسلام و التسامح , دين إذا صفعت بخدي الأيسر سأدير خدي الأيمن , دين المقولة المحبة لدرجة التعوق Love thy Enemy ...أو "أحب عدوك" ..
الحقيقة أن الدين المسيحى له تاريخ أسود تتضاءل أمامه وحشية أتباع الدين الإسلامي , من الحملات الصليبية إلى محاكم التفتيش من حروب الفرق الدينية المسيحية الرئيسية إلى حروب التوسعات باسم اليسوع , هذا التاريخ المخضب بدماء حمراء قرمزية ارتوت منها الأرض و أشبعت شبق شياطين عزازيل و أزموديوس للدماء البشرية حتى آخر الزمن , و من أفظع ما تلوثت به دماء المفتشين المسيحيين هو دماء الساحرات ...الملايين من المراهقات و العذارى ذهبوا ضحية هذا الكتاب الشيطاني الذي سأتحدث عنه قليلا هنا "مطرقة الساحرات" ..
هذا الكتاب المشؤوم كتبه المفتش الكاثوليكي هينريك كريمر في القرن الخامس عشر في ألمانيا , و سرعان ما انتشر إلى انجلترا و بقية أوروبا بعد اعتماده من البابا إنوسنتيوس الثامن , و هذا الكتاب يقوم على أساس أن من يكذب بوجود الساحرات مهرطق خارج عن الملة يجب قتله ( هذا الأساس موجود في إسلام السعودية اليوم !!!!!! ) ..و على الآية المذكورة في "سفر الخروج" ( يجب ألا تسمح بمعاناة الساحرة بجعلها تعيش ) ..
ينص الكتاب بعدها في تفرقة و احتقار واضح ضد الجنس الأنثوي أن السحر مختص بالنساء فقط لأنهم مخلوقات ناقصة خلقت من ضلع معوج ,بينما خلق الرجل مكرما فهو الجنس الذي خلق منه المسيح , و المرأة هي المنوطة بأمور الجسد و الشهوة و هذا هو الأساس في العقد الشيطاني ..و لا أدل على طبيعة المرأة الشيطانية من طبيعتها الحقودة ..
الكتاب تم تقسيمه إلى ثلاث أجزاء سأتناول الحديث عنها باختصار مبتسر مخل ..
الجزء الأول :-
هنا يتم شرح كيف يتعاون الشيطان مع المرأة لإحداث الشرور التي لا يحكي عنها في الأرض و على بني الإنسان بعد مشيئة الله , من تسليط الجواثيم ( موضوع مستقبلي ) إلى زرع الخصومات و الآفات بين البشر من الأمراض و العقم إلى تحويل البشر لوحوش شيطانية ..
الجزء الثاني :-
هنا يفصل الكتاب في طبيعة العقد الشيطاني الذي تعقده الساحرة مع إبليس , حيث تعلن لفظها للمسيح وبيع روحها أبديا للشيطان , يدخل الكتاب في تفاصيل غريبة عجيبة عن كيفية ممارسة الجنس بين الشيطان و المرأة عن كيفية إيجاد متطوعات جديدات للممارسة الشعوذة و كيف أنهم يضحون بالأطفال إرضاء للشيطان , و عن طبيعة القوى السحرية التي تستطيع الساحرة استخدامها بعد هذا العقد الغير مقدس حيث أن الإنسان بقواه الذاتية لا يستطيع استخدام السحر دون مساعدة من إبليس ..
الجزء الثالث :-
هذا هو الجزء المهم , وهو يفصل في العقوبات و آليات تحديد المشتبه بهم و صفات الساحرات , و هو يشجع على السجن دون دليل سوى الشبهة "التي تكون قائمة على صفات جسدية مثل ظهور الشامات في أماكن معينة أو طول معين للشعر" , كما يشجع على التعذيب بالماء الحارق و الخوازيق , ينوه الكاتب إلى وجوب حلق شعر الساحرة حيث أنه يمتلك مواصفات سحرية كما أنها يجب أن تمشي للخلف تجاه القاضي المتوشح بالماء المقدس و الملح للحماية من "العين الشريرة" ... إذا غلبت الشبهات تحرق الساحرة و من لا تبكي أثناء حرقها و إعدامها فذاك دليل دامغ على أنها مشعوذة !! ..
العدد المقدر للمقتولات حرقا بسبب هذا الكتاب الكارثة يقدر بما بين خمسة إلى تسعة ملايين امرأة ..... سرعان ما خرج لنا عصر الأنوار الأوروبي بما تبعه من لفظ لخزعبلات اللامنطق الميتافيزيقية و ما تمخض عن هذا العصر من ليبرالية و علمانية أنقذت العالم من براثن خرافات الشياطين و النساء و عقودهم ! .. ===